Thursday, December 13, 2018

لا بأس بي الآن.

اذا عدت بالزمن قليلا الي الوراء لن اصدق ان هذه الفتاه الحالمة،صاحبة القلب المفعم بالحياة و الروح الخفيفة التي تحمل في عنقها كاميرا و في حوزتها ورقة و قلم هي أنا الآن. لقد مرت ٥ أعوام منذ أن انتزعت. يقولون أن لكل قصة فصل يتغير من بعده الأمور،نقطة تحول،اللقطة التي يصبح بعدها البطل في القصة اما جاني او مجني عليه،اما محقق هدفه او مخذول من الجميع و من نفسه اولا،اما يُكتب له نهاية سعيدة او تكون نهاية مفتوحة لجزء ثان لا يعلم سواه سوى الله!
اتذكر تلك الليالي التي كنت امكث بها في غرفتي في منزل لا ادفع إيجاره بل ادفع من روحي لأزينه بأحلامي و خططي،أوراق متناثرة في كل مكان مليئه بالخطوط و بعض الآيات مفادها أن من جد وجد!
حتي الصباح احلم بأنني قريبا سألتحق بالجامعة،سأتخرج، و اخرج اول رواية لي لنور.. ربما بعدها كنت اخطط ان اقع في غرام هذا الشخص الغريب الذي سيري أيام لا بأس بها معي. سأغادر منزلي للأسف بحثا عن الإنسانية التي كنت اظن حينها انها مفقودة من بلادي. سيأخذني والدي معه إلي معارض الكتاب حول العالم،سأعمل في الصحافة أو النشر و سأظل اهتف في الميادين حتي تنتصر الثورة.
ثم ها أنا الآن،عام جديد علي الأبواب بعد ٥ سنوات. اجلس في الثانية صباحا اكتب بعد انقطاع دام شهور مجددا،رغم اني كنت قد ادركت منذ مدة أن لا فائدة من كتابتي! ولم تعد ورقتي تحتمل قلمي الثقيل المنهك.. ولكن ما لبثت إلا ان عدت مجددا ابوح و لو قليلا بما اشعر.. ربما لأني ولأول مرة و رغم كل الهزائم اشعر ان لا بأس بي!
شعرت ان لا بأس بي و لأول مرة في وقت اظن انني فيه الأضعف علي الإطلاق شكلا و موضوعا!
و لكن ربما هو شعور يأتيك من حيث لا تدري حين تصبح قاب قوسين او ادني،شعور يأتيك لينقذك من بطن الحوت!
لقد استطعت النجاة رغم اني نزُعت من روحي برصاصة من أحمق،استطعت حينها أن اقول انا لله وانا إليه راجعون و ان اغفو قليلا بعدها وان اظل مستيقظة حتي الآن.
ان اكمل طريق ليس بهين،غير واضح،معتم و إن انار قليلا،نوره مزيف..وان طريقي الآن ترسمه المدرسة الواقعية التي يحدد مسارها المسؤلية و العزم و النفس الطويل وليست أحلام اليقظة.
الآن و رغم الهزائم والأقنعة المتساقطة حولي و الظلم المتزايد و القلوب المتقلبة و المسرحيات التي بلا ابطال ولا جمهور و فوارغ الرصاص من حربي أمس و أول أمس و غدا مع المجتمع و صراخ الصف و استيعاذه من الفتنة وكأنه كان مجتمع تقي قبل ذلك رغم اننا كلنا ندرك انها كانت سنوات من ستر الله فقط. وبعد فراق الاحبة و السقوط و عقلي الذي اتعبني من شده إدراكه لما بعد النور ولقلبي الذي يخفق مرتين في النبضه الواحدة،اشعر انني و مع بداية هذا العام، لا بأس بي الآن.

No comments:

Post a Comment

لماذا نعشق كرة القدم؟

  صادفتنيي تغريدة أحدهم مستنكرًا سبب “ هوس ” الناس بمبارايات كرة القدم لدرجة إلغاء مواعيدهم و أشغالهم في نفس توقيت ديربي م...