Friday, August 11, 2017

لا نهاية لجرح رابعة


الذين يحبوك،يكرهوك،يدعون معرفتك اصبحوا غرباء عنك

.وانت اصبحت تشعر بالوحدة وسط الجموع سائلا نفسك كيف مرت تلك السنوات دون أن تنفجر كل القنابل الموقوتة بداخلك؟
كيف لتلك السنوات أن تمر دون أن تتخلص من كل تلك الكوابيس التي تطاردك ليلا في منامك،و معاشا في نهارك!
كان حُلمك أن تعيش في دولة بها ابسط حقوقك،من عدل،وتعليم،وامان..
لقد وقفت في الميداين حتي تورمت قدماك و رفعت الأعلام وحفظت الهتافات،لقد فقدت الكثير.
ولكن بلا نتيجة!
ربما لأن النتائج تأتي في النهاية وانت مازلت في البداية.
لقد حَضرت كل شيئ مضى،ولكن الان تقبع في مكان اخر تماما تبحث عن حضور مختلف،عندما كفرت بالحرب غير المتكافئة،كفرت بالقواد الذين دعوا لطريق البطولة.وبين غيابك وحضورك انكسر شيئ ما بداخلك لن يعود يوما كما كان.
لقد سلكت طريق البطولة الذي كان يتمثل في جرأة فرد لا في ثورة شعب،كانت تتمثل فيك،في قوة رجل لا في تكاتف مجتمع؛فلم تكن حوادثك تاريخا بل كانت قصصا ممتعة!
لم تكن صيحاتك صيحات شعب بأكمله،بل كانت صيحاتك مناجاة لضميرك فلا تصل صداها إلي الضمائر الاخرى فتوقظها من نومها العميق!
وعندما قررت التمرد علي كل هذا،تاهت معالم طريقك واصبحت مُنتهز سياسيا،فأصبح استعمارك ردة فعل لا فعل..
فصرت رواية صامتة،صورة وضعت علي مكتب او في بيت ليس حتي بمتحف،او دخان في صدور قوما صامتين يعلمون السر الخفي للمأساة،او ورقة في ملفات الحكومة زورت بها فكرتك او هاشتاج علي الفيسبوك او يوم يتذكرك فيه الناس دون عن ال ٣٥٥ يوم الباقيين.
فمتي تمر سنة اخري دون أن تشعر بهذا الكم من المشاعر المتناقضة و متي تصل للنهاية؟
ربما لا نهاية

لربما سيظل هذا الجرح لا يندمل من ذكري رابعة

No comments:

Post a Comment

لماذا نعشق كرة القدم؟

  صادفتنيي تغريدة أحدهم مستنكرًا سبب “ هوس ” الناس بمبارايات كرة القدم لدرجة إلغاء مواعيدهم و أشغالهم في نفس توقيت ديربي م...