وصلت عند الرقعة المسموح لي بالوقوف بها،القيت التحية و السلام و بدأت دموعي تتحدث عن كل ما بداخلي لأنها ربما ستكون آخر مرة اقف فيها في هذا المكان حيث سأرحل بعيدا رغم عن إرداتي..
انتظر مني ان اهدئ وان افصح عن كل ما بداخلي،لم ينكر علي اليوم المي ولا حزني،لم يطلب مني الثبات اليوم وإن اراد دائما مني أن التزم القوة والرضاء الغير المشروط بقوانين البشر.
جلست علي التراب وانا انتظر منه رد،ولكن لم يتحدث هو حينها بإي حرف،فقط ابتسم لي بشدة وقال "وإن فرقوا الأجساد فإن الأرواح تتصل"
هذا الجسد الذي ظل ينزف من عنقه دماء إلا أن رُدم التراب فوقه،هذا الجسد الذي ظل يحاول نشر رسالة الإسلام،رسالة السلام والعدل والحق والأمان.
الجسد الذي طالما أمن بهذا الوطن و بإنه سيتحرر يوما ما،الذي رفض أن يرحل إلي اي دولة اخري حيث الرخاء وإن رحل كل الناس فهو يأبي أن يرحل.
الجسد الذي بداخله أحن قلب و آرق مشاعر.
اليوم،ومع صدور اسم والدي وسط مئات من الأسماء الناس الذين وصفوا بالإرهابيين لا يسعني سوي أن اقول أن من قتل والدي ليست رصاصة ما ولكن أحلامه واماله وحبه الشديد لهذا الوطن هي من اخترقت جسده ولكن ليس روحه.
روحه ستظل ترفض أن تفارقنا أو أن تسجن لأنها طالما كانت روح حرة مؤمنة خفيفة ومبتسمة وتحمل هم أمة.
لا ادري هل سأستطيع بعد الان أن ازور مجددا قبر والدي في مصر وأن القي عليه السلام ولكن يكفيني مؤقتا أن انظر إلي السماء وادعو الله علي الظالمين ومن عاونهم و أن اطلب من الله الصبر والثبات وعودة بها فخر و عزة.
This comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDelete