Tuesday, October 4, 2022

لماذا نعشق كرة القدم؟

 صادفتنيي تغريدة أحدهم مستنكرًا سببهوسالناس بمبارايات كرة القدم لدرجة إلغاء مواعيدهم و أشغالهم في نفس توقيت ديربي مهم.

أخذني تلك السؤال لسؤال اخر، لماذا نعشق كرة القدم؟


و الإجابة الشخصية لتلك السؤال هي كالأتي:


وكيف لا نعشق كرة القدم.


ولكن على غرار ماركس،فنحن متهمون بكوننا ترس في خطة أفيون الشعوب.

متهمون بإننا أداة في يد النظام الرأس مالي العالمي لتسكين وتشتيت فساد و قسوة العالم.


والحقيقة أن كرة القدم بالفعل هي أداة تسكين و تنفيس عن قسوة الواقع.


نعشق كرة القدم لأنها عالم موازي لما نقاسيه،هي لغة لمن كُتم صوته رغمًا عنه

هي الفرصة الوحيدة الحرة لاختيار من يُمثلنا،لا فرض لإي سلطة و إنما إنتماء حُر.


لا شك أن كرة القدم تحولت لصناعة وأصبحت يتخللها هويات سياسية و عقائدية ولكني أظن أنها محاولات فاشلة  لتسليع جيل لا يهمه أي شئ من كرة القدم غير النشوة اللحظية من فوز فريقه و الصرخة مع كل فرصة هدف.


نحن نستهلك كرة القدم كما نستهلك الأكل و الماء،لأنها تمتدنا بالحرية

!

و تعتمد الحرية على القوة: فالقوة في الحداثة السائلة أصبحت الآن حرية الحركة، حيث لا يوجد جدران مادية أو رمزية لإيقاف تلك القوة.


في الحداثة السائلة تشكل كرة القدم لنا المجتمع الخيالي الذي نحلم به،نضع له قوانينه و أبطاله و ندرك عوامل نجاحه و فشله و يمكننا انتقاداه ودعمه كما نشاء وأينما كنا.


يمكن أن تتمثل كرة القدم عند البعض في لاعب معين أو فريق بعينه،ولكن عاشق كرة القدم يدرك قيمتها كمؤسسة اجتماعية أصيلة مثل الأسرة والزواج.


فكل مؤسسة اجتماعية مصممة لتلبية احتياجات محددة و مسؤولة عن الحفاظ على النظام الاجتماعي والحفاظ عليه.

وهنا يأتي دور كرة القدم دورًا وظيفيًا غير ديني في المجتمع من خلال دعم وإعادة تأكيد القيم والمعايير الأساسية الموجودة في كل ثقافة عاشق لها.


وعلى سبيل المثال،عندما تنهار أحد أعمدة تلك المؤسسة بفعل الزمن و السن و الإصابات فإنك تجد نفسك رغمًا عنك مطالب بتقبل تغيير أعمدتها طول الوقت. هذا التغيير ليس هين ولا سهل تقبله.


أخبرني كيف تستقبل عبارة أن زمن ميسي و رونالدو قد أوشك على الانتهاء وأنه زمن الرعاع؟


تلك العبارة مؤلمة ألم حقيقي لشخص مطالب بنسيان ذكريات سعيدة تمثل له ليالي نام فيها سعيدًا و صباحًا منتجًا بسبب فوز فريقه، و ليالي نام فيها محتقنًا بسبب خسارته.


نعشقها لأنها تجعلنا نشعر بطبيعتنا،أكره تلك الفرقة وأحب الأخرى دون تصنع ولا نفاق.

نعشقها لأنها قادرة على رسم البسمة و الحزن في غضون دقائق بين الشعورين.

تعطينا نفس شعور الشوبينج بالنسبة لكِ،و تبهرنا لأنها تتحدث لغتنا.


لن تفهمي جيدًا حتى تشاهدي ليونة أقدام ميسي و أداءه السهل الممتنع،لن تفهمي الحب حتى تشاهدي قصة توتي و روما.


لن تدركِ مدى الألم المصاحب لرونالدو البرازيلي ولا لرونالدو مانشتسر يونايتد الان.


صحيح أن كرة القدم ليست للجميع،ولكنها بالنسبة لعشاقها "كل الجميع".







لماذا نعشق كرة القدم؟

  صادفتنيي تغريدة أحدهم مستنكرًا سبب “ هوس ” الناس بمبارايات كرة القدم لدرجة إلغاء مواعيدهم و أشغالهم في نفس توقيت ديربي م...